النوم هو العملية الفسيولوجية التي يقوم بها الجسم يوميًا، تتراجع أثناؤه بعض وظائف الجسم مثل الإدراك والشعور، لتعويض الطاقة التي فقدها الجسم أثناء ممارسة الأنشطة اليومية، سنتعرف في هذا المقال على أسماء مراحل النوم الثلاثة وأوقاتها وأبرز الوظائف التي يقوم بها الجسم أثناء النوم علميًا وبالتفصيل، تابع المقال حتى النهاية.
ما هي مراحل النوم؟
يتكون النوم من مرحلتين رئيسيتين، يدخل فيهما الجسم تباعًا على التوالي، وتشمل:
مرحلة حركة العين غير السريعة (NREM)
مرحلة (NREM) هي أول مراحل النوم الطبيعي، وتتكون هذه المرحلة من 3 مراحل نوم فرعية، تستمر كل مرحلة منها من 7 - 40 دقيقة تقريبًا، وتكون مدتها كاملةً حوالي ساعة إلى ساعتين فقط:
المرحلة الأولى (N1)
هي مرحلة الدخول في النوم، وتأتي حين تتباطأ بعض أنشطة ووظائف الجسم والدماغ تدريجيًا، وتستمر مدة 7 دقائق تقريبًا، ولا يسترخي الجسم في هذه المرحلة بشكلٍ كامل، ويكون من السهل إيقاظ الشخص بسبب أي مصدر للإزعاج، وفي حالة عدم وجود أي مصدر للإزعاج، سوف يكون من السهل أن يدخل الجسم بعدها لمرحلة النوم الثانية.
المرحلة الثانية (N2)
تستمر هذه المرحلة 10 - 25 دقيقة، تسترخي خلالها العضلات، وتنخفض حرارة الجسم، ويتبطأ التنفس ومعدل ضربات القلب، وتتوقف العين عن الرَّمش، مع الاحتفاظ بمعدلات بسيطة جدًا من نشاط نفس الوظائف التي تباطأت وانخفضت، ويكون الجسم أكثر مقاومة لعوامل الإزعاج أو المحفزات الخارجية التي يُمكن أن تسبب الاستيقاظ.
المرحلة الثالثة (N3)
تعتبر من مراحل النوم العميق، إذ تنخفض قوة العضلات أكثر وتسترخي جميع الوظائف أكثر، وفي هذه المرحلة، ويصعب الاستيقاظ في هذه المرحلة، وخلال هذه المرحلة، يتعافى الجسم، وينمو، وتتجدد خلايا الجسم والخلايا المناعية، وتستمر من 20 - 40 دقيقة تقريبًا.
مرحلة حركة العين السريعة (REM)
في هذه المرحلة تكون جميع عضلات الجسم في حالة شلل مؤقت، باستثناء العضلات اللاإرادية (أي التي تعمل بدون تحكم من الإنسان) كعضلات الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي وعضلات القلب وعضلات جفن العينين، ورغم أن العينين مغلقتان، فمن الممكن أن نرى تحركهما بسرعة، ومن هنا جاءت تسمية هذه المرحلة.
يكون المخ أكثر نشاطًا في هذه المرحلة، وتكثر فيها الأحلام، ولا يدخل الجسم في هذه المرحلة غالبًا إلا بعد مرور ساعة ونصف على الأقل، وإذا نمت لمدة أطول ليلةً كاملةً، تصبح مرحلة حركة العين السريعة أطول،
ماذا يحدث في جسم الإنسان عند النوم؟
التنقل بين المراحل أثناء النوم بهدوء وراحة يساعد على تحقيق التوازن الداخلي في الجسم ويدعم المحافظة على مستويات الطاقة، وتحدث التغيرات التالية على الجسم عند النوم:
- يرتاج الجهاز العصبي اللاودي، الذي ينظم عمل الأعضاء وأجهزة الجسم.
- ينخفض ضغط الدم قليلاً.
- تتباطأ سرعة التنفس وسرعة نبضات القلب عن السرعة الطبيعية.
- تنخفض درجة حرارة الجسم درجة واحدة من 37 درجة مئوية إلى 36 درجة مئوية.
- يحلل المخ جميع الأحداث التي حدثت في ذلك اليوم، ويتخلص من الأحداث غير المهمة، ويُخزن المهم منها على شكل ذكريات.
- تُنَظَّم النواقل العصبية الأساسية في الجسم، مثل السيروتونين، والدوبامين، والنورإيبينيفرين وتصبح مستوياتها مستقرة، وهذا بدوره يساعد على تقليل التوتر والعصبية وتحسين المزاج طوال اليوم بعد الاستيقاظ صباحًا.
- تتجدد خلايا البشرة، وتُصبِح أكثر نضارة ورطوبة ومرونة.
- يفرز الجسم مركبات مناعية تُسمى السيتوكينات (Cytokines) تنتشر في الجسم وتكافح أي مسبب مرض أو التهاب أو عدوى أو خلايا مسرطنة، وهو سبب رغبتنا الشديدة في النوم عند المرض.
خلاصة القول
يساعدك النوم على تجديد نشاطك وقوتك للبدء من جديد كل صباح، لذلك، اجعل نومك هادئًا ومريحًا، من خلال النوم في أكثر الأوقات هدوئًا في المنزل وتجنب مسببات الإزعاج، وتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين مساءً، وابتعد عن مسببات القلق والتوتر ومسببات التفكير الزائد، واختر وسائد ومراتب سرير طبية ملائمة لك، جميع هذه العوامل تجعل من جميع مراحل نوم الإنسان أكثر تسلسلاً وهدوئًا لتستيقظ بطاقة أفضل.